ستتم المغادرة من الفندق أو الميناء وفقًا لموقع السائح وذلك في تمام الساعة 8 صباحًا بالضبط، وستبدء الرحلة من محافظة مسقط إلى محافظة الداخلية، وفي الطريق يمكن مشاهدة العديد من المناظر الطبيعية الجميلة، بما في ذلك الجبال والأودية، الوجهة الأولى ستكون مدينة نزوى وهي مدينة العلم والتراث والتاريخ، وأما الوجهة الثانية فستكون قلعة نزوى، والوجهة النهائية حصن جبرين، إنها واحدة من أفضل الحصون المحفوظة والأكثر غرابة في عمان، ما عليك أخي الزائر إلا التوجه إلى سارية العلم المرفوعة على سطح الحصن للحصول على منظر بديع.
الوصف
قلعة نزوى والسوق
نزوى اسم مشتق من الفعل انزوى؛ وذلك لأنّها تقع على مفترق طرق بين كلّ من مسقط، وسلسلة جبال الحجر، والأجزاء الشماليّة من عُمان، وسمّيت أيضاً “ببيضة الإسلام”؛ وذلك بسبب نشاطها الفكري، كما تخرج منها أجيال كثيرة من الفقهاء من أمثال صاحب المصنف، وصاحب كتاب بيان الشرع، كما أنّها خرّجت الكثير من العلماء، والمؤرخين، وقد اشتهرت بكونها عاصمة دينية، وروحية، وفقهية، بحيث كان لها دور كبير في الدعوة للإسلام، والجهاد في سبيله، وقد كانت في السابق العاصمة السياسية لسلطنة عُمان، وقد أطلق عليها سلطان عُمان قابوس بن سعيد اسم مدينة العلم والتراث، وذلك لكونها مركزاً للعلم، والحضارة، ومستودعاً للتراث الإنساني، حيث إنّ جامعتها تحتوي على 6000 مخطوطة، تعتبر المدينة المركز الإقليمي لمحافظة الداخلية العُمانية، وهي أكبر مدنها، وتقع على مشارف الجبل الأخضر، حيث إنّها تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 164كم، وقد بلغ تعدادها السكاني حوالي70,7000 نسمة، يتميز مناخها بأنه حار في فصل الصيف، وبارد في فصل الشتاء، وتتساقط عليه الأمطار وبخاصة منطقة الجبل الأخضر التي تتميز باعتدال المناخ في الصيف، وبرودته في الشتاء، و يوجد فيها العديد من الأسواق ويعتبر سوق المواشي، والبقر من أكبر أسواقها، بالإضافة إلى سوق الخضار، واللحوم، وسوق السمك، وسوق نزوى التقليدي المخصص للحرف اليدوية، وسوق البهارات، وجميعها تقع في مركز المدينة.
قلعة نزوى تسمى بـ( الشهباء) تقع في ولاية نزوى في محافظة الداخلية وتعتبر ضمن أقدم القلاع في سلطنة عمان حيث تنفرد بشكلها الدائري الضخم المطمور بالتراب، وذكرت بعض المصادر أنه بيضوي ومبني بالحجارة والصاروج العماني، ويبلغ إرتفاعها 24مترا وطول قطرها الخارجي43مترا والداخلي 36مترا، وهي بمثابة منصة منبسطة السطح أقيمت على قاعدة مردومة بالحجارة علوها 15م، ويتم الصعود إلى أعلى القلعة عن طريق سلم ضيق على شكل حرف ( ح )، ومنصة القلعة الدائرية مزودة بفتحات للمدافع تضمن إطلاق النار وإنتشارها 360 د كاملة، بها سبعة آبار وفتحات متعددة لمرابطة المقاتلين المدافعين عن القلعة والمدينة خلال العصور القديمة، ويوجد بالقرب من مبنى القلعة والحصن سوق نزوى التقليدي الذي اشتهر بصناعاته الحرفية المزدهرة، وتضم القلعة 480 كوة ( مرمى ) لرمي الأعداء في حالة أي هجوم عليها، وتضم 240 سرجا للزينة، و120 عقدا لوقوف الحراس و24 فتحة للمدافع الكبيرة، وبداخلها مواقع مختلفة للسجون حيث كانت مقرا للحكم وتنفيذ العقوبات ضد مرتكبي المخالفات والجرائم بأنواعها المتدرجه, في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي من ( 1649م ـ 1679م ) والذي اشتهر بأنه الإمام الذي طرد البرتغاليين من عمان، وترتبط القلعة بحصن ذي ممرات متاهيه معقده وقد أستغرق بناء القلعة 12عام حيث بدأ الشروع في بناء القلعة عام 1656م انتهى في 1668م.تعددت إستخدامات المبنى بين مقر لإدارة الحكم المحلي حيث كان مقرا للإمام وأسرته، وبين موقع تحصيني للأحتماء به وقت الحروب.وتتميز قلعة نزوى بأنها ملاصقة لحصن العقر ( الحصن القديم ) الذي قام ببنائه الإمام الصلت بن مالك الخروصي في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي، ونظرا لإندثار الحصن أمر الإمام اليعربي/ ناصر بن مرشد بإنشائه على أنقاض الحصن القديم وذلك سنة 1034هـ 1625م.
حصن جبرين
يشهد حصن جبرين بولاية بهلاء حراكاً ثقافياً كبيراً بإقامة العديد من الملتقيات والندوات والأمسيات الثقافية، وذلك لما يتمتع به حصن جبرين من روعة البناء وإبداع التصميم الهندسي وما احتواه في زواياه من إرث تاريخي عظيم يحكي حقبة من الزمن وسـط واحة واسعة من النخيل في قـريـة جبرين والذي جاء منها تسميته، والذي يعد من أجمل الحصون في السلطنة، إذ تم ترميمه في الفترة بين 1979-1986 ليتم افتتاحه للزوار ويصبح وجهة سياحية يقصدها السياح من كل مكان.
تم بناء حصن جبرين في عهد الإمام بلعرب بن سلطـان بن سيف بن سلطـان اليعربي في الفترة ما بين (1680 ـــ 1692م) ومرحلة بناء الحصن كانت في فترة تميزت بمرحلة السلم الداخلي، والذي دل عليه الطابع المعماري للحصن والذي يجمع في مختلف أركانه صورة هندسية تشكل تحفة بناء معمارية جميلة. لذا يعد حصن جبرين انعكاساً لتلك الدلالات والاستفادة من خبرات البناء التي سبقت هذا المعلم، والذي جمع بين كونه مقراً لإقامة الإمام في وقت السلم، ومعقلاً حصيناً في وقت الحروب ومنطلقاً لصد هجمات المعتدين، لذا فإن الحصن يعد متميزاً عن غيره من حيث روعة التصميم والإبداع الهندسي، وهو عبارة عن بناء كبير مستطيـل الشكل يبلغ طوله حوالي (43 متراً) وعرضه (22 متراً) ويبلغ ارتفاعه في بعض أركانه (16 متراً) وفي البعـض الآخر (22 متراً)، كما يوجد في ركنين منه الشمـالي والجنوبي برجا مدفعية دائريان قـطر كل منهما حوالي (12 متراً) واللـذان يشكـلان بوضعيهما المتقـابلين حمـاية لجهات الحصن الأربعة، وهذه الطريقة في بناء الأبراج نجدها أيضاً في حصن الحزم والذي يجعل من تمكين الحماية لجميع جوانب الحصن دون الحاجة لبناء أربعة أبراج كما هو موجود في كثير من القلاع والحصون الأخرى.يحيط بمبنى الحصن سور يوجد في الجهة الشمالية الشرقية منه بوابة كبيرة هي المدخل المؤدي إلى الحصن يحصنه في أعلاه برج مـربع صغيـر به فتحــات لصب العسل أو الزيت الحار على المهاجمين في وقت الحرب وبرج للمراقبة في وقت السلم.والبنـاء الرئيسي للحصن يتألف من أقسـام عدة منها مكون من طابقين ويبلغ ارتفاعه (16 متراً) وبه عدد من الغرف أهمها، غرفة الاجتماعات، ومخزن التمور، ومربط الخيل، وجزء آخر منه مكون من ثلاثة طوابق ويبلغ ارتفاعه (22 متراً) ومن الغرف التي يضمها، غرفة الصلاة، وجناح الإمام، وصالة الشمس والقمر بالإضافة إلى غرفة البنات وتمتاز الغرفتان الأخيرتان منها بالنقوش الجصية والخشبية الرائعة. وفي بعض أجزاء الحصن الأخرى نجد أن المبنى يعلو لأربعة طوابق إذ توجد الحجرات الرئيسية في الطوابق العلوية ومن السمات الخاصة بهذه الحجرات أن بها طاقات يسد الجانب السفلي منها دفتان صغيرتين من الخشب في حين يكون الجزء العلوي مكونا من شبكة جصية في الجانب الخارجي تسمح بالتهوية والإنارة.
إن الناظر لقاعة الشمس والقمر ليجد الدلالة الواضحة على الإبداع الزخرفي في حجرات الحصن إذ نجد أن العوارض والألواح الخشبية قد زخرفت جميعها بأشكال هندسية وأشكال زهور مختلفة منها زهور تقليدية ومنها أزهار وأغصان لنباتات متسلقة ومتشابكة كما أننا نجد بين الروافد كتابات قرآنية منقوشة داخل إطارات مزخرفة، سقوف حصن جبرينين تتميز بوجود ثلاثة أنواع من السقوف المختلفة عن بعضها، النوع الأول السقف المسطح والذي تختلف زخرفته باختلاف المقصد الذي عملت من أجله، أما النوع الثاني وهو السقف ذو العقود البرميلية فإننا نجده في الطرفين الشمالي والجنوبي من المبنى في ركني الحصن، وثالث أنواع السقوف وهو السقف ذو العقود أو القناطر المضلعة والذي يمتاز بزخارفه الجصية الجميلة، فإننا نجده في ثلاث غرف من الحصن. يمتاز حصن جبرين عن غيره من قلاع وحصون عمان بزخارفه الجميلة المتنوعة والتي أعطت هذا الحصن شهرته من حيث توظيف الفن الزخرفي إذ نجد أن تلك الزخارف تجمع بين الأشكال الهندسية والنباتية والكتابة الزخرفية والتي ظهر في البعض منها التأثير الفارسي في نمطها وعلى وجه الخصوص زخارف الحجرات الثلاث الموجودة في الطابق الأرضي، إذ لم يقتصر التأثير على نمط الزخرفة في هذه الغرف فحسب وإنما نجده أيضاً في الهيئة المعمارية لحنايا البناء المستدقة الرأس والحلي الزخرفية التي تصل بين الحنايا والأقواس الحاملة لما فوقها.والزخارف الهندسية نجد منها زخارف مركبة من مربعات، وأخرى مركبة من أضلاع رباعية وثمانية الشكل. وأما بالنسبة للزخارف الكتابية فهي منتشرة في معظم أرجاء البناء ومكتوبة بمواد متنوعة وأشكال مختلفة فمنها ما هو محفور على الخشب ومنها الصاروجي النافر والجبسي الغائر ومنها ما مكتوب على الخشب المطلي فوق الأبواب وعلى الجدران والسقوف وإطارات الشبابيك المختلفة.
معلومات إضافية
المدة | 8 إلى 10 ساعات |
---|---|
المدن | نزوى |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.